مشتل "سلحب" الحراجي أخضر الهوية

مشتل "سلحب" الحراجي أخضر الهوية
أحد المشاتل الداعمة لحراج لبنان




تتميز الحراج الطبيعية أو الغابات بأنها أنظمة بيئية تقدم للحياة فوائد عظيمة لا يمكن تجاهلها، بيئية كانت أم اقتصادية أم سياحية... وغيرها، بل تعمل الدول المتقدمة على زيادة مساحتها الحراجية من خلال المحافظة على غاباتها الطبيعية وإدارتها جيداً، وكذلك الاهتمام بعمليات التحريج الاصطناعي والتي تتطلب وجود مشاتل حراجية موزعة في مناطق مختلفة من الدولة، وذلك لتزويد مختلف قطاعات وفعاليات التشجير الاصطناعي بالغراس اللازمة والمناسبة لزراعتها في المساحات والأماكن المقررة. ومن هنا كانت زيارة موقع eHamaإلى المشتل الحراجي الواقع في منطقة "سلحب" للتعرف على مختلف مواصفاته الشكلية والإنتاجية، حيث التقينا المهندس الزراعي "هيثم يوسف" مدير المشتل، والذي رحب بنا مستهلاً حديثه بلمحة تعريفية حول المشتل، قائلاً: «تم إنشاء "مشتل سلحب الحراجي" في العام 1979 بمساحة إجمالية تقدر بحوالي/ عشرة هكتارات/، تشغل منها الأبنية والمرافق حوالي /هكتاراً ونصف/، وبطاقةٍ إنتاجية قد تصل إلى /المليوني غرسة/ سنوياً، ولكن بشرط تأمين مستلزمات الإنتاج واليد العاملة اللازمة لإنتاج تلك الكمية».





ويتابع السيد مدير المشتل، قائلاً: «إن الغاية الرئيسية من هذا المشتل هي تأمين غراس حراجية بمواصفات جيدة لكل الجهات العامة والشعبية من دوائر رسمية ومواقع تحريجية وحدائق عامة ومواطنين، إضافة إلى تزويد القطر اللبناني الشقيق بما يلزم من غراس حراجية، حيث تم تزويده في الموسم الحالي بحوالي /140000/ غرسة، وإن خطة هذا الموسم 2009-2010 هي إنتاج /200000/ غرسة، تم منها حوالي /124000/ غرسة حتى تاريخ 31/12/2009، والباقي عندما يحين موعد زراعته».

أما عن الأنواع الحراجية التي ينتجها المشتل فقد حدثنا المهندس "هيثم"، قائلاً: «يتم في المشتل إنتاج غراس حراجية كثيرة ومتنوعة بحسب موعد زراعة بذورها، فتقسم تبعاً لذلك إلى أنواع خريفية مثل "الصنوبريات"، وأنواع شتوية مثل "السنديانيات"، وأنواع ربيعية مثل "الأزدرخت" و"الدفلة"، وأخرى صيفية مثل "الكينا" و"لسان الطير"، حيث ينتج المشتل غراس الأنواع

المهندس "هيثم يوسف"

الحراجية التالية: "الصنوبر البروتي- الصنوبر الحلبي- الصنوبر الثمري-السرو دائم الخضرة- العفص الشرقي- السنديان العادي- السنديان البلوطي- البلوط الرومي- الأزدرخت المظلي- الفلفل الكاذب- الدلب- الليغستروم- السماق- النخيل المروحي- الدفلة- لسان الطير- الآس- الكينا- الأكاسيا- الكازوارينا- الغليدتشيا- الزعرور- الخرنوب- الروبينيا- الغار- الأططرك- الدردار- المرجان"».

وأما عن المراحل التي تمر بها عملية إنتاج الغراس، فيوضح السيد مدير المشتل قائلاً: «يتم جمع بذور الأنواع الحراجية المقررة حسب الخطة قبل عام من زراعتها، وذلك من مواقع أشجار الأمهات التي تتميز بجودة مواصفات الغراس الناتجة عن البذور المأخوذة منها، وبالنسبة للتربة المستخدمة في المشتل فإنه يتم الحصول عليها من خلال أخذ الطبقة السطحية من أحد المواقع الخاصة بأملاك هيئة تطوير الغاب، وهو موقع "مرداش"، حيث تكون الطبقة السطحية خصبة غنية بالعناصر الغذائية، فتنقل إلى أرض المشتل بعد إزالة الأعشاب

عمل مستمر

منها وتترك موسماً كاملاً حتى تتخمر جيداً بفعل الأمطار وعوامل الجو والتربة، وبعد مضي تلك المدة تعبأ في أكياس من "البولي إيتيلين" المعدّة للزراعة وتوضع في صفوف منتظمة ضمن أحواض مخصصة لكل نوع، وتترك ممرات لإجراء عمليات الخدمة».

ويضيف المهندس "هيثم"، قائلاً: «قبل عملية زراعة البذور في الأكياس تتم معاملتها ببعض المعاملات اللازمة من أجل كسر طور سكون البذرة، فيتم تنضيد بذور بعض الأنواع مثل "الغار" و"البطم"، أي: "وضع البذور في أحواض خاصة من الرمل في ظروف باردة"، ولكن بذور أنواع أخرى كالخرنوب تحتاج إلى نقعها بالماء الفاتر، وبعضها يتم نقعه بالماء المغلي مثل "السماق" و"الغليدتشيا"، وكل ذلك بهدف الحصول على نسبة إنبات مرتفعة للبذور. وبعد ذلك تزرع البذور في أكياس التربة المروية بالماء والمعدّة مسبقاً والمرتبة في أحواضها، يتبعها عمليات الخدمة من

عمل منظم منقووول علي هواش

سقاية بطريقة "الري الضبابي"، وتعشيب ومكافحة وتشتيل إن لزم الأمر، وترقيع وتفريد عند الضرورة، وفي نهاية الموسم تكون الغراس جاهزة للتوزيع وذلك في بداية شهر تشرين الثاني من كل عام وحتى نهاية شهر أيار من العام التالي، علماً أن العمل مستمر في المشتل على مدار العام».